سورة ص - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ص)


        


{ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}
أخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال: سئل جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهما عن {ص} فقالا: ما ندري ما هو.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ص} قال: حادث القرآن.
وأخرج ابن جرير عن الحسن ْرضي الله عنه في قوله أنه كان يقرأ {ص، والقرآن} بخفض الدال، وكان يجعلها من المصاداة يقول عارض القرآن قال عبد الوهاب: أعرضه على عملك فأنظر أين عملك من القرآن.
وأخرج ابن مردويه عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {ص} يقول: إني أنا الله الصادق.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {ص} قال: صدق الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {ص} محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {ص والقرآن ذي الذكر} قال: نزلت في مجالسهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ص والقرآن ذي الذكر} قال: ذي الشرف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة {بل الذين كفروا في عزة} قال: هاهنا وقع القسم {في عزة وشقاق} قال: في حمية وفراق.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {بل الذين كفروا في عزة وشقاق} قال: معازين {شقاق} قال: عاصين وفي قوله: {فنادوا ولات حين مناص} قال: ما هذا بحين فرار.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن التميمي قال: سألت ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله: {فنادوا ولات حين مناص} قال: ليس بحين تزور ولا فرار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنه أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {ولات حين} قال: ليس بحين فرار قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
تذكرت ليلى لات حين تذكر *** وقد تبت عنها والمناص بعيد
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما {فنادوا ولات حين مناص} قال: نادوا والنداء حين لا ينفعهم وأنشد تذكرت.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي ظبيان عن ابن عباس {ولات حين مناص} قال: لا حين فرار.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولات حين مناص} قال: ليس بحين مغاث.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {ولات حين مناص} ليس بحين جزع.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {ولات حين مناص} قال: وليس حين نداء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {ولات حين مناص} قال: نادوا بالتوحيد والعقاب حين مضت الدنيا عنهم، فاستناصوا التوبة حين زالت الدنيا عنهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {فنادوا ولات حين مناص} قال: نادى القوم على غير حين نداء، وأرادوا التوبة حين عاينوا عذاب الله، فلم ينفعهم، ولم يقبل منهم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {ولات حين مناص} قال: ليس حين انقلاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه {ولات حين مناص} قال: إذا أراد السرياني أن يقول وليس يقول ولات.


{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم {فقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب} قال: عجب المشركون أن دعوا إلى الله وحده، وقالوا: إنه لا يسع حاجتنا جميعاً إله واحد.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز قال: قال رجل يوم بدر ما هم إلا النساء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل هم الملأ وتلا {وانطلق الملأ منهم}».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وانطلق الملأ منهم..} قال: نزلت حين انطلق أشراف قريش إلى أبي طالب يكلموه في النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وانطلق الملأ منهم} قال: أبو جهل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا} قال: هو عقبة بن أبي معيط. وفي قوله: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية قالوا: لو كان هذا القرآن حقاً لأخبرتنا به النصارى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: ملة عيسى عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} قال: النصرانية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة} أي في ديننا هذا، ولا في زماننا هذا {إن هذا إلا اختلاق} قال: قالوا إن هذا إلا شيء يخلقه. وفي قوله: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب} قال: لا والله ما عندهم منها شيء، ولكن الله يختص برحمته من يشاء {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: في السماء.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: {الأسباب} أدق من الشعر، وأحدّ من الحديد، وهو بكل مكان، غير أنه لا يرى.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السماء أبوابها. وفي قوله: {جند ما هنالك} قال: قريش {من الأحزاب} قال: القرون الماضية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم له جند المشركين، فجاء تأويلها يوم بدر. وفي قوله: {وفرعون ذو الأوتاد} قال: كانت له أوتاد، وارسان، وملاعب يلعب له عليها. وفي قوله: {إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب} قال: هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل فحق عليهم عقاب {وما ينظر هؤلاء} يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم {إلا صيحة واحدة} يعني الساعة {ما لها من فواق} يعني ما لها من رجوع، ولا مثوبة، ولا ارتداد {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} أي نصيبنا حظنا من العذاب {قبل يوم} القيامة قد كان قال ذلك أبو جهل: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم} [ الأنفال: 32].
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ما لها من فواق} قال: رجوع {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: عذابنا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ما لها من فواق} قال: من رجعة {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: سألوا الله أن يعجل لهم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {عجل لنا قطنا} قال: القط الجزاء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
ولا الملك النعمان يوم لقيته *** بنعمة يعطيني القطوط ويطلق
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: عقوبتنا.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: كتابنا.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {عجل لنا قطنا} قال: حظنا.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} قال: هو النضر بن الحرث بن علقمة بن كلدة أخو بني عبد الدار، وهو الذي قال: {سأل سائل بعذاب واقع} [ المعارج: 1] قال: سأل بعذاب هو واقع به، فكان الذي سأل أن قال: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [ الأنفال: 32] قال عطاء رضي الله عنه: لقد نزلت فيه بضع عشرة آية من كتاب الله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الزبير بن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {عجل لنا قطنا} قال: نصيبنا من الجنة.


{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {داود ذا الأيد} قال: القوة في العمل في طاعة الله تعالى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ذا الأيد} قال: القوّة في العبادة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {اذكر عبدنا داود ذا الأيد} قال: أعطي قوّة في العبادة، وفقهاً في الإِسلام.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {ذا الأيد} قال: القوّة في العبادة، والبصر في الهدى.
وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه السلام وحدث عنه قال: كان أعبد البشر».
وأخرج الديلمي عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لأحد أن يقول إني أعبد من داود».
وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة من الليل، فيركع الركعة، ثم يرفع رأسه، فينظر إلى أديم السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء، نظر العبيد إلى أربابها.
وأخرج أحمد عن الحسن رضي الله عنه قال: قال داود عليه السلام: إلهي أي رزق أطيب؟ قال: ثمرة يدك يا داود.
وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر، ثم يرسل بها إلى السوق، فيبيعها ثم يأكل بثمنها.
وأخرج أحمد عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول: اللهم نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت الحي القيوم الذي لا تأخذك سنة ولا نوم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب المسبح.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب المسبح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه قال: الأواب المسبح بلغة الحبشة.
وأخرج الديلمي عن مجاهد رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: «هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إنه أوّاب} قال: منيب راجع عن الذنوب.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب التائب الراجع.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {إنه أوّاب} قال: كان مطيعاً لربه، كثير الصلاة.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب الموقن.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8